أحَيّاء وَلكَنْ ...!
بقَلم / ريم العَمري 15/2/1433هـ ,،
حيَنَما يتجّرد الأبْ من ابوَته ... ويُنتزَع من قَلبْ الأم رحمَتها وتتَخلى عنْ امُومتها ... حينمَا يَقسُو قَلب الأبنَاء ع والدّيين أفنُوا عُمَرهم في تربيَتهم وشَاب الرأس وانحَنى الظهَر لأجلهم ... وحينمَا يتناسى الأخ أخَاه ويتنكّر لقَرابة الدم التّي كَانت تَربطُهم ... باختصار ... حينمَا يتجرد الإنسان من " إنسانيته " ...!
قٍصص " أقربّ للخيال " عايشنَاها أو سمَعناها وقرأنَا عنها لأشخَاص أنهَك جسَدهم المرَض ولكنَه لم يفَتك بهم كَما فتَك بهم تخَلِي أقربْ الأقاربْ عنَهُم ...!
البعضْ اجَبرتهُم طبيعَة امَراضهِم على الحجَر الصحَي ولكَن هذا لمْ يمَنع اقربائَهم من زيَارتهم وإن كان يفَصل بينهُم زُجاج فلا شيّء " إن رغبتَ " سيمنَعك من زيّارتهُم إلا أن يفصَل بينكَ وبينهم " التراب " فحينها يفُوت الأوان !
ما الهَب مشاعريّ للكتَابة عنْ هذا الموضوعْ ... مانُوقش صَباح 14/2/1433هـ في حلقة كَافيين مع عَلاء المنصَري ع مكٍس اف ام ... حيث تَحدث عن مُوضوع دوُر النقاهة والفئَات المهَمشة فيهَ التي تنَاساها الكَثير .... سمَعنا خَلالها مُشاركاتْ يُدمِي لها القلبْ قبل العيّن ... لن أخُوض في تفَاصيل هذه القِصص التي لا أقوَى إلى أن اسميّها " اسَاطير" من شدَّة غَرابتهَا وبُعَدها عن الإنسَانية ... فحينمَا تعَلم أن هُنالك قُلوب عَانت بفقَدان اقربائَهم حيثُوا أصَبحُوا في عالم الأمُوات وهمَ مازالوُا أحيّاء ... بعَد سمَاعك لكُل هذا تتمَنى أن تسَاعدهمْ وتكُون سبب في إدخَال الفرحْ عليّهم وشفَائهم بإذن الله حتى وإنْ كَانت حَالاتُهم ميّئوس منَها طِبيّاً فلا شيّء على الله بمُستحيّل ... وإنْ توفاهُم الله فتأكدْ بأنك سَتكُون من مَن أدخَل السُرور على قُلوبهم وسَاعدهم ع تخَطي هذه الفتَرة العصيبَة ... ولا أخُص بقَولي هذا المريض فقَط فهُنالك أيضّا دُور المسنيين التي يُوجد بهَا اباء تبَرأ منَهُم ابنَاءهم وتمَ رمَيهم في هذه الدُور بحجَة عدم قدرتهَم على رعَايتهُم ولا يسَألو عنَهم بعدْ ذلك إلى أن يتَوفاهم الله !
كُلا منَا له أب .. أم .. أخوة .. أهل يرعَاهُم ولكَن لمّاذا لا نَكُون قُلوب رحيّمة وندَخل الفرح على كَثير من مَا حُكم ع مُوتهم قبَل أوانهَم ! وليٍس هذا فقط بل ستَكسب الخيّر الكَثير .. دَعوة من قلب صَادق .. أجر كبيّر من الله ... ولا تعَلم قد يكُون هذا سبب في مغَفرة الله لكـ بعد أن كُنت " بسمتهُ " الوحيّدة في وحَدته ... لماذا لا نتجَرد من " أنَانيتنا " فهُنالك حيّاة خارج محيطَنا تتألم وتحتَاج إلى من يُربت ع كتَفها ويحَضنها إلى صدره ويخبَرها بأن العَالم مازاَل بخيَر وإن تخَلى عنُهم أشخَاص ربطَهُم بهم عَلاقة الدم فلهم إخوة تربطَهم بهم علاقة " الاسلام " ...
إنْ قَلت لك عَزيّزي القارئ بإن مَا استَمتعَت له بالبَرنَامج كَان " نقَطة تحَول " فيّ حيَاتي فلن أبَالغ قُولي هذا ... صحيّح بأنيّ شَعرت بإكتئاب نفسَّي شَديد بعدها ... ولكَن أحيَانا هكَذا تكُون " الحقيقة " قاسية ... مؤلمة ... محزنة ... ومَ خفف على شُعوري هذا هو تيقُني بأن هنُالك الكَثير من القُلوب الرحيمة التيّ ستحَاول تغيير هذا " الكَابُوس " - بالنسبة لنَا ولهُم - الذي أتمنَى ان ينتهَي قريبا ...
وفيّ النهَاية لِكُل من قرأ مَقالي وقرر البَدء في مسَاعدتهم ... يسعدَني التوَاصل معهم ومعَرفة كُل مسَتجَداتهم في ذلك لعليّ استطيَع المساعدة ولو بشيْ يسير ... وأيضا لكُل من يرغب سماع تسجيَل للحلقة التي تحدَثُت عنها ، هنَا الرابط :
*http://www.4shared.com/music/ObmG4Lzo/___-__-__.html
تحيَاتي ريم العَمري ,،